التفكير الإبداعي

لقي مجال الإبداع في العقود الأربعة الأخيرة اهتماماً كبيراً من العلماء والباحثين في ميدان التربية وعلم النفس، حيث تناولت بحوث ودراسات عديدة طبيعة الإبداع ونموه والعوامل المختلفة التي تتدخل في تكوينه. والهدف الرئيسي الذي يبطّن هذه البحوث هو الوقوف على أسباب وكيفية اختلاف بعض الأفراد من حيث طرق تفكيرهم، وأساليب تنظيم ادراكاتهم وتخطيطها وتنفيذها.

في واقع الأمر لا يوجد تعريف محدد جامع لمفهوم الإبداع، وقد عرفة كثير من الباحثين الأجانب والعرب على حد سواء بتعريفات مختلفة ومتباينة، غير أنها تلتقي في الإطار العام لمفهوم الإبداع، وهذا الاختلاف جعل البعض ينظر إلى الإبداع على أنه عملية عقلية، أو إنتاج ملموس، ومنهم من يعده مظهراً من مظاهر الشخصية مرتبط بالبيئة.

وقد عرفه أحد الباحثين العرب: (على أنه قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجاً يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية، والمرونة التلقائية، والأصالة).

وعرف آخرون التفكير الإبداعي بقولهم:

هو ” نشاط عقلي مركب وهادف ، توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول ، أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقا “.
وهناك من يعتقد أنه لا بد من وجود عوامل أساسية مستقلة للقدرة الإبداعية ، والتي بدونها لا نستطيع التحدث عن وجود إبداع وأهمها:

1. الطلاقة: أي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار الإبداعية في وقت قصير نسبياً فالشخص المبدع لديه درجة عالية من القدرة على سيولة الأفكار وسهولة توليدها وانسيابها بحرية تامة في ضوء عدد من الأفكار ذات العلاقة.

2. المرونة: ويقصد بها القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغيير الموقف وهذه تتجلى لدى العباقرة الذين يبدعون في أكثر من مجال أو شكل، خاصة لدى الفنانين والأدباء الذين ينجحون في مجالات إبداعية متنوعة ولا تقتصر على إطار واحد كالشاعر الذي يبدع في كتابة الرواية والمسرحية أو الفن التشكيلي وهي تلك المهارة التي يتم استخدامها لتوليد أنماط أو أصناف متنوعة من التفكير وتنمية القدرة على نقل هذه الأنماط وتغيير اتجاه التفكير ، والانتقال من عمليات التفكير العادي إلى الاستجابة ورد الفعل وإدراك الأمور بطرق متفاوتة أو متنوعة.

3. الحساسية للمشكلات: فالشخص المبدع لديه القدرة عل رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد فهو يحس بالمشكلات إحساساً مرهفاً وهو بالتالي أكثر حساسية لبيئته من المعتاد ، فهو يرى ما لا يراه غيره ، ويرقب الأشياء التي لا يلاحظها غيره ، كمنظر غروب الشمس أو شروقها على سبيل المثال.

4. الأصالة: يمكن تعريف مهارة الأصالة كإحدى مهارات التفكير الإبداعي ، بأنها تلك المهارة التي تستخدم من أجل التفكير بطرق واستجابات غير عادية أو فريدة من نوعها أي أن المبدع لا يكرر أفكار الآخرين ، فتكون أفكاره جديدة ، وخارجة عما هو شائع وتقليدي
وهذه السمات تكاد تكون عامة لدى معظم المبدعين في أي مجال من المجالات المختلفة ، سواء في المجال الفني أو العلمي أو الاجتماعي أو السياسي أو غير ذلك.