هي مقالة للشهير سيث جودين عن فتاتين توضح طريقة كل منهما في استخدام الخطة التسويقية للعمل الصيفي الخاص بها والمتعلق ببيع عصير الليمون، حيث قررت الفتاة الأولى بيع عصير الليمون على طاولة نصبتها في الطريق بسعر دولار للكوب الواحد، وبدئت برص حبات الليمون والأكواب على تلك الطاولة، وهي طريقة من طرق التسويق (marketing) التقليدية المعروفة.
أما الفتاة الثانية فكانت أكثر براعة في وضع الخطة التسويقية الخاصة بها، وذلك بتقديم عصير الليمون لعملائها دون نقود كأحد طرق التسويق الغير تقليدية، وبالمقابل وضعت حصالة زجاجية ليضع المرتادون فيها الاكرامية، حيث كانت تسارع في استقبال أي عميل بتقديم كوب الليمون المنعش بعد انتقاء حبات الليمون وعصرها مع الإضافات المطلوبة من ماء أو سكر أو ثلج، في الوقت التي تدير فيه حواراً مرحاً مع عميلها تحدثه فيه عن منافع ومميزات عصير الليمون خلال النهار، وتوجه لهم نصيحتها بفائدة التقليل من السكر، لأن ذلك يمتعهم بطعم الليمون الحقيقي المنعش ويهبهم تجربة تذوق أفضل وألذ.
وكانت طريقة التسويق الاحترافية التي طبقتها هذه الفتاة تهب العميل البهجة في تذوق كوب العصير ليضع بعدها الكوب فيرى حصالة الإكرامية ويضع فيها ما يراه مستحق للتجربة التي مر بها. ومن ناقلة القصة أن الفتاة الثانية كان لها نصيب أوفر من الفتاة الأولى في جمع المال.
وإن من المعروف كحقيقة أن تقليد طرق التسويق الخاصة برواد البيع في السوق يزيد من قوتهم، وهذا ما نفذته الفتاة الأولى حيث قلدت خطة تسويقية معتادة (سلعة مقابل سعر ثابت) أما الفتاة الثانية فطبقت خطة تسويقية إبداعية تختلف تماماً، حيث طبقت مايسمى بالمال المحاني فعلاً لا احتيالاً، وهو معروف بالفريميوم (Freemium )، أي للعميل كامل الحرية في دفع ما يراه مناسباً كمقابل.
وبعد ما نشر سيث جودين تدوينته تلك عن الفارق الكبير في استخدام الأفكار التسويقية المميزة قرأتها أم لفتاة صغيرة بائعة ليمون ووجهت ابنتها لتجريب الخطة التسويقية الاحترافية تلك وكان حليفها الربح الأكبر بتطبيقها.
وعلى مطبقي هذه الخطة التسويقية الإبداعية التحلي بالاستعداد النفسي التام لمن يستغل هذه النماذج من عشاق المنتجات والخدمات فنسبة وجودهم عالية لكن النسبة السخية تعوض عن تعب هذه الفئة.