بعد دراسة وبحث في سلوك التجار الناجحين ومتابعة تصرفاتهم بغرض معرفة ما يساهم في صنعهم فقد تم التوصل إلى 10 عادات يؤديها التجار الناجحين، 10 عادات يجهلها عدد كبير منا، تلك العادات هي:
1) استثمار التجار من عمر صغير
هم على يقين تام بأن الطير الذي ينطلق مبكراً يجد كمية أكبر من قوته، وعليه عرفوا قاعدة أنهم حين يبدأون في الاستثمار من عمر مبكر فإنها تمطر عليهم الفوائد التي تتراكم وتفيض كلما تقدمت بهم السنين، حتى إذا ما بلغوا عمر التقاعد حصلوا على المصدر الكريم للحياة الكريمة، لذا عليك الانطلاق الآن في ترك مالك يربح وينمو ولو بنسبة بسيطة جداً.
2) التجار الناجحين يجمعون مالهم وفق آلية
أنت عدو نفسك الأول حين تحصل على الأرباح المالية وتجني الفوائد فتزيد حساباتك وتغرك رغباتك وتبدأ في انفاق الربح دون رقابة على نفسك. التجار الناجحين أيقنوا أن هذا التصرف هو السبب الأكبر في التراجع، لذا كانوا يضعون دوماً آلية مدروسة متجددة في استقطاع الجزء المناسب من الفوائد لإعادة استثمارها أو إدخارها وفق خطة تتلائم مع التقاعد بدلاً من الخضوع للرغبات والنزوات والعبث بالفوائد يمنة ويسرة.
أما من تراوده فكرة أن هذا القانون يعد بخل وأنه عندما يصبح ثرياً فسينفق المال على هواه وفي كل ما يتمنى ولن يحرم نفسه من أي شيء يرغب فيه فعليه أن يعي أنه يجمع الماء في خزان مثقوب وأن ذلك الماء سينفذ سريعاً ولن يجد الكمية التي سترويه عندما يحتاج لكوب واحد منها.
3) التجار الناجحين يدخرون النسبة الأكبر
أن تدخر جزء بسيط من دخلك الشهري هو سلوك جيد دون نقاش، لكن التجار الناجحين يدخرون النسبة الأكبر من دخلهم، بحيث يكون المتبقي في ايديهم جزء يسير من الدخل يضطرهم إلى حسن التصرف والتدبير والتعود على الصرف في هذا الإيطار، وعلى ذلك سيكون بوسعهم دائماً انتهاز فرص استثمارية في مشاريع ناجحة مرتفعة الأرباح وحين يبلغون عمر التقاعد فإنهم يجنون ثمار هذا التدبير الذي أداروه بفطنة خلال السنين.
وبالتأكيد لا يعد ذلك بخلاً بل هو ذكاء واستعداد لقنص فرص أكبر في الحصول على ربح أعلى ليكون حينها امامهم المجال مفتوح في تلبية ما يرغبون به لأنفسهم وفي ادخار الجزء الملائم الذي يؤمّنون به مستقبلاً أفضل بعد أمر الله.
4) لا يؤجلون سداد البطاقات الإتمانية
بطاقات الفيزا والماستر كارد الغير مسدده والتي لا يعطيها العامة حقها من الاهتمام لا يعون أنها دين يعادل النار التي تذرهم رماداً، التجار الناجحين يعون ذلك تماماً فتجدهم معروفين في استخدام تلك البطاقات في حدود ضيقة جداً ويحرصون بشدة على سداد دينها دون تأجيل.
5) يعيشون بتفكير الفقراء وتدبيرهم في الصرف
هل صادفت يوماً شخصاً عادياً ثم اكتشفت فيما بعد أن هذا الشخص المتواضع صاحب مشاريع وشركات ونجاحات تجعل منه مليونير؟
كما هو معروف أن الفقراء لا يسرفون مالهم فيما لا ينفع وهذه صفة تورث الذكاء في التدبير وإنفاق المال فيما هو ضروري بعد تحري الخيارات وانتقاء أفضلها، وهذا لا يعني أننا ندعوك للتعسير والتضييق على نفسك، بل أن تستغني عن حياة البذخ والإسراف فيما لا يفيد، وهذه الحدود بإمكانك انت تصنيفها وتحديدها بما يتناسب مع ظروفك والعمل في إطارها.
6) التجار الناجحين يتجنبون المغريات
لأن طبيعتنا البشرية تستجيب للمغريات فقد كان الحل الأمثل لمقاومتها بحسب الدراسات والنظريات هو تجنبها، وقد حرص التجار الناجحين على تدريب أنفسهم على تجنب الإنفاق ببذخ كالأسلوب الذي يرونه في حياة الأغنياء في الأفلام والمسلسلات والمجلات، أو ما يرونه في الإعلانات من دعوة لشراء مالا يحتاجونه، وفي الرسائل الالكترونية التي تعرض الصفقات المغرية لأشياء لا حاجه لهم بها مهما كان سعرها منخفض.
7) يضعون أمامهم الأهداف الواضحة ويجتهدون في تنفيذها
إن وضع الأهداف التي تريد تحقيقها بوضوح هو أمر يضاهي مفعول السحر في النفس، حيث يدفع لعمل اشياء كنت تظن أنك لا تستطيع القيام بها، فعند وضع هدف تسديد قرض مثلاً أو شراء منزل الأسرة، او توسيع عملك، ستكتشف كافة امكانياتك ومدى قوتها وستستفيد منها لتحقيق هدفك المأمول.
كل ما عليك هو أعادة رسم تلك الأهداف لذهنك من وقت لأخر لأن مثل هذه الأهداف يخفت بريقها مع ضغوط الحياة اليومية، فتقسيمها في جدول يومي لأجزاء صغيرة والعمل على تحقيقها سيعينك على تنفيذها في الوقت اللازم والانتقال لأهداف اخرى وهذا الأمر لا يقل اهمية عن وضع الأهداف الأساسية.
8) لا يسئمون من التعلم
التجار الناجحين لا يسئمون من تعلم كل جديد له صلة بعملهم، ونصيحتهم التي يبثونها دائماً هي أن تكون تلميذاً متفوق في تعلم جني الأرباح وأن تختار بعناية مدرسينك وملهمينك الذين يمدونك بمصادر المعلومات الجديدة، وهذا لا يعني أن يجرفك طوفان المعلومات اللا منتهية، بل عليك ان تقييم كل مصدر تتابعه لتختار ما يفيدك ويعينك لبلوغ هدفك وتترك مالا يساعدك على ذلك.
9) لا يتبعون سياسة وضع البيض في سلة واحدة
عليك أن تعي مدى أهمية تنويع مصادر الدخل مهما كان مجال عملك مربحاً إلا إذا كنت مضطراً لذلك خلال فترة محددة فقط أما على المدى الطويل فهذا خطأ، وليس الهدف من التنويع هو زيادة الأرباح فقط بل هو استعداد لمواجهة المخاطر والأزمات وتقلبات السوق، وستجد أن التجار الناجحين دائماً يوزعون ممتلكاتهم ما بين البورصة والعقارات والمساهمة في شركات وصناديق الاستثمار وغير ذلك من الأفكار الكثيرة المتاحة.
10) ينفقون الأرباح للأرباح
إذا كنت قد فهمت أن حديثنا عن حرص التجار الناجحين على إدخار المال وعدم انفاقه ابدا فهذا غير صحيح، بل هم ينفقون مالهم في مجالات توعد بربح يضمن لهم استرجاع مالهم مع زيادة وافية، كما أن التجار الناجحين هم حريصون دائماً على الاستفادة من خبرة المستشارين الماليين الذين يبذلون خبراتهم للمساعدة على اتخاذ القرارات المالية السليمة لتجنب الأخطاء المكلفة. نعم إن هؤلاء المستشارين سيخصص لهم أجر شهري ثابت لكنه اياً كان هذا الأجر يعد مقابل صغير مقارنة بتكاليف قرار مالي خاطئ تترتب عليه خسارات كبيرة.
إذا التجار الناجحين لم يهطل عليهم المال من السماء وليسوا بشر مختلفين لا يمكن أن نكون مثلهم بل كلنا يمكننا أن نكون كذلك وأن ننافسهم ونتفوق عليهم ايضاً بالاستعانة بالله ثم بالعادات التي التزم بها الاثرياء والقرارات التي اتخذوها، ولو خرجنا بعادة واحدة من تلك العادات العشر وقمنا بتطبيقها على اكمل وجه دون تفريط فهذا في حد ذاته نجاح وانطلاق في الطريق الصحيح.