نتخذ القرار لنحقق أمراً نريده في حياتنا، أو لنخرج من مشكلة تواجهنا، وهذه القرارات التي تُتخذ قد تكون قرارات مصيرية تؤثر في حياة الشخص :كالطلاق فهو قرار صعب لأن تأثيره يتعدى على جميع أفراد الأسرة وقد يلحق بهم الضرر.
وكالالتحاق بكلية واختيار التخصص فهو قرار صعب لأن تأثيره يستمر معك مدى الحياة. وهناك قرارات لا تؤثر كثيراً كاختيار وجبة الغداء أو الذهاب لبعض الأصدقاء. فالقرارات تتفاوت في درجتها وخطورتها ولهذا لابد أن تكون هناك آلية صحيحة يستخدمها المرء في اتخاذ القرارات وخصوصاً القرارات المصيرية التي يترتب عليها تغيير مواقف وبناء حياة. وبقدر ما يكون المرء قادراً على اتخاذ القرار الصائب بقدر ما يكون نجاحه.
تعريف القرار
القرار في الحقيقة هو عبارة عن اختيار بين مجموعة حلول مطروحة لمشكلة ما أو أزمة ما أو تسيير عمل معين ولذلك فإننا في حياتنا العملية نكاد نتخذ يومياً مجموعة من القرارات بعضها ننتبه وندرسه والبعض الآخر يخرج عشوائياً بغير دراسة.
ويرى آخرون أن عملية اتخاذ القرار متطابقة مع عملية حل المشكلات، باعتبار أن المشكلات في حقيقة الأمر ليست سوى مواقف تتطلَّب قرارات حول حلول لهذه المشكلات.
والحقيقة أن عملية اتخاذ القرار تتطلَّب استخدام الكثير من مهارات التفكير العليا؛ مثل: التحليل، والتقويم، والاستقراء، والاستنباط، وبالتالي فقد يكون من الأنسب تصنيفها ضمن عمليات التفكير المركبة مثلها مثل التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وحل المشكلات
خطوات إتخاذ القرار:
1. تشخيص المشكلة : وهي أهم خطوة ، فيجب على كل مدير بيده اتخاذ القرار ، وأن يتعرف إلى مسببات تلك المشكلة ، وأن يتعرف إلى أبعادها.
2. جمع البيانات والمعلومات : جمع البيانات والمعلومات الدقيقة من أكثر من مصدر ، وتحديد أحسن الطرق للحصول عليها ، يساعد المدير في الوصول إلى القرار المناسب.
3. تحديد الحلول المتاحة وتقويمها : وفي هذه الخطوة يجب الأخذ بعين الإعتبار درجة الملائمة بين الحل والمشكلة، ومدة الحل الأنسب للمشكلة، علاوةً على ذلك مصلحة المؤسسة وموظفيها.
4. اختيار الحل المناسب للمشكلة: وهنا يقوم المدير أو الشخص المسؤول باختيار الحل الأنسب، وفقاً لمعايير واعتبارات موضوعية،
فدائماً اتخاذ القرار لا يكون نهاية المطاف، بل يكون البداية، لذلك يجب التفكر جيداً ، والمشاورة، ومراعاة كل الأسباب للوصول لقرار سليم.
أساليب صناعة القرار في المنظمات:
- القرار بالأغلبية
إن القبول بأغلبية الأصوات هو عادةً الأسلوب المتفق عليه على نطاق واسع، وهو الأسلوب الأكثر شيوعاً لصنع القرار.
- القرار بالإجماع
يسعى الكثيرون لاجتناب أسلوب صنع القرار بالإجماع، ويكمن سبب ذلك في عدم فهم هذه العملية، فالإجماع يعني التوصل إلى قرار يكون مفهوماً لدى الجميع، فيحظى بتأيدهم، وبالتالي يكونون على أتم الاستعداد لتطبيقه، ويحصل الإجماع الحقيقي عندما يري الأعضاء جميعاً أن هذا القرار هو الأنسب، بالرغم من أنه هناك خيارات أخري مفضلة ولكن سوف تؤدي إلى مشاكل مضاعفة.
إرشادات وقواعد عامة لصنع قرار فعال:
بصرف النظر عن الأسلوب المتبع في اتخاذ القرار في المنظمات، توجد إرشادات وقواعد عامة من شأنها أن تساعدك في جعل أسلوب صنع القرار فعالاً ومؤثراً:
• شجع جميع المشاركين على إبداء آرائهم، حتى لو كان وقت الاجتماع لا يتسع لذلك؛ ليشعر الجميع بأن أصواتهم مسموعة.
• أعد ذكر الرأي الذي سمعته، وليكن تلخيصك له يبدأ بعبارة مثل: (فهمت من قولك….)، واذكر الرأي بدقة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ودون نقدك له.
• حاول أن توجد فهمًا مشتركًا بين الأعضاء.
• ضع أسساً لتطبيق القرار بعد اتخاذه، وقم بتحديد خطوات العمل، وبتحديد المسؤوليات.
• التحديد الجيد للهدف، وأن يكون مبسطاً، ويمكن تحقيقه.
• أن يكون القرار عمليًا قابلًا للقياس والتطبيق.
• احرص على أخذ الوقت الكافى في الدراسة؛ حتى تستطيع توفير الوقت بعد اتخاذ القرار.
• لا تؤجل القرارت الضرورية إلى ما لا نهاية.
• فكر في المشكلة جيدًا قبل الإقدام على اتخاذ أي قرار.